وبما أن الأمويين قد اغتصبوا الحكم الإسلامي : اغتصبوا الحكم الإسلامي اغتصاباً ، ولم يكن لهم ـ من الناحية الشرعية ـ ما يؤهلهم لزعامة المسلمين ، الانسب أن رأيناهم يسعون إلى تثبيت أركان حكمهم بوسائل فاسدة من الرشوة والملاينة ، ومن الارهاب والتنكيل حسبما تستلزم الظروف والمناسبات .
فانفسح ـ بسياستهم تلك ـ باب الشر على مصراعيه أمام الوصوليين الانتهازيين .
وأغدق الأمويون عليهم العطايا وخلعوا عليهم الجاه والمناصب والنفوذ على حساب الدين .
وقد حول الامويون ـ كذلك ـ نشاط المشتغلين في الأمور الدينية إلى وعظ الرعايا المسلمين وحثهم على التذرع بالصبر ، والطاعة ، والخضوع للاوضاع السياسية القائمة .
فأوجد بعض هؤلاء الحيل الشرعية لتبرير تصرفات الأمويين .
فاحتمى بذلك الأمويون ، وعصموا ملكهم من التعرض للانهيار على أيدي المطالبين بالعودة إلى القرآن وسنة الرسول .
ويطلب أن أنبه القارىء ـ في ختام هذه المقدمة ـ إلى أن دراستي هذه محاولة لتفسير تاريخ الامويين في ضوء مبادىء الدين الإسلامي .
فقد وضعت الأمويين تحت مجهر الاسلام .
ووازنت بين تصرفاتهم وبين مبادئه التي جاءت في القرآن وسيرة الرسول فاكثرت من الاستشهاد بمحتويات القرآن وأحاديث النبي ـ لانها الوثائق التاريخية ، والمستمسكات القانونية الوحيدة في هذا السبيل .
كما استشهدت بحوادث كثيرة ذكرتها أمهات كتب التاريخ عن الأمويين . ووازنت بين الجانبين .
وقد ظهر لي أثناء
عملية الموازنة بين الجانبين بأن الدين الاسلامي شيء