ولم يلتزم الأمويون ببعض مظاهر الدين إلا حين استلزمت مصالحهم الأموية ذلك . وبقدر ما يتعلق الأمر بقتل النفس التي حرم الله ـ إلا بالحق ـ فإن في تاريخهم من مثلة على ذلك الشيء الكثير .
فقد ذهبت أرواح آلاف من المسلمين ضحايا غدرهم وعدوانهم . ولم يسجل التاريخ الإسلامي ـ على ما فيه من حوادث كثيرة من هذا القبيل ـ إلا جزءاً يسيرا مما ارتكبوه في هذا الباب .
وهنا تتوارد للذهن مأساة حجر بن عدي ، ومصرع الحسين بن علي ، ومقتل مصعب وعبد الله ابني الزبير ، واضحة للعيان .
هذا سوى مئات المسلمين الذين فتك بهم بسر بن أبي أرطاة كما رأينا .
ترى لماذا قتل الأمويون هؤلاء ؟ لأنهم ثاروا على ظلم الأمويين ؟
هل الثورة على الظلم خارجة عن نطاق الإسلام ؟
هل يجيز الإسلام موبقات الأمويين ؟
هل الحكم الأموي متفق مع القرآن وسنة الرسول ؟
ما حق الأمويين في الإستيلاء على مقاليد الحكم في البلاد الإسلامية ؟
هل جاء الأمويون للحكم بأسلوب يجيزه الإسلام ؟
هل يبرر الإسلام وراثة الحكم في الأسرة الأموية خلفا عن سلف ؟
هل يعتبر قتل النفس ـ التي حرم الله ـ حقاً ؟
إذا كانت تلك النفس تدعو الناس إلى اتباع الحق ؟ وتحاسب السلطان على موبقاته ؟
تلك أسئلة تعتبر الإجابة عنها في إدانة الأمويين من أسهل الأمور .