هؤلاء هم العجم الذين
كان دعاة الأمويين ـ وما زلوا ـ ينتقصونهم في دينهم وفي أحسابهم وفي خلقهم .
ومن المحزن حقا أن
تلصق بهؤلاء المسلمين صنوف التهم ومختلف المثالب والموبقات حتى أصبح القول :
« بأن الفرس دخلوا الإسلام
لهدمه » من الأقوال التي يرددها كثير من الناس دون تثبت أو انصاف .
وقد أسرفت كتب
التاريخ المدرسي عندنا ـ في هذه القضية ـ غاية الاسراف .
فمصرع الخليفة الثاني
مثلا : كان سببه ـ بنظر مؤلفيها ـ مؤامرة فارسية لهدم الإسلام ، وسقوط الدولتين الأموية ، والعباسية ، والنزاع بين المنصور وأبي مسلم الخراساني ، وبين الرشيد والبرامكة ، وبين الأمين والمأمون الخ . .
كلها أمثلة من هذا
القبيل . وقد بلغ بعض الكتاب المعاصرين في هذا الاتهام ذروته حين نسب للفرس مصرع الإمام علي بن أبي طالب مع علمه بحبهم له ـ لعدالته وتقواه ـ .
ومن يدري فلعل حب
الفرس لعلي هو الذي جعل هؤلاء الكتاب يبغضونهم ويكيلون لهم التهم دون حساب .
ولا يخفى ما في هذه
المزاعم والأباطيل من تجن على التاريخ وتبسيط لحوادثه .
ومما يلفت النظر إن
أولئك الكتاب يميزون احيانا بين الفرس على أسس أخرى غير فارسيتهم . فيحترمون بعضهم إلى حد العبادة ويمقتون بعضا آخر إلى حد الكفر .
__________________