ومن الغريب أن ينتزع
الفرس من العرب ـ بالإضافة إلى علم الكلام وأصول الفقه والحديث وتفسير القرآن ـ قواعد اللغة العربية ، وهو أمر بعيد عن متناول المسلم غير العربي كما هو معروف .
أما براعة الفرس في الفقه
فقد بلغت حد الإعجاز فقد روى عن أبي ليلى أنه قال : « قال لي عيسى بن موسى ـ وكان ديانا شديد العصبية .
من كان فقيه البصرة ؟
قلت الحسن بن أبي الحسن .
قال ثم من ؟ قلت محمد
بن سيرين .
قال فما هما ؟ قلت
موليان . قال فمن كان فقيه مكة ؟ قلت : عطاء بن أبي رباح ومجاهد وسعيد بن جبير وسليمان بن يسار .
قال فما هؤلاء ؟ قلت :
موالي ، قال فمن فقهاء المدينة ؟ قلت يزيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر ، ونافع بن أبي نجيح .
قال فما هؤلاء ؟ قلت
موالي فتغير لونه ـ ثم قال : فمن أفقه أهل قباء ؟ قلت ربيعة الرأي ، وابن أبي الزناد قال : فما كانا ؟ قلت من الموالي . فاربد وجهه . ثم
قال : فمن كان فقيه اليمن ؟ قلت طاووس وابنه وابن منبه .
قال فما هؤلاء ؟ قلت
من الموالي . فانتفخت أوداجه فانتصب قاعدا . ثم قال : فمن كان فقيه الشام ؟ قلت مكحول . قال فما كان مكحول هذا ؟ قلت موالي .
قال فتنفس الصعداء .
ثم قال : فمن كان فقيه الكوفة ؟ قال : فوالله لولا خوفه لقلت الحكم بن عينية ، وعمار بن أبي سليمان . ولكني رأيت فيه الشر فقلت : إبراهيم والشعبي . قال فما كانا ؟ قلت عريان . قال الله اكبر . وسكن جأشه
. »
__________________