يرجعوا ، فأبوا.
فقال لهم : ما الذي نقمتم؟
فقالوا : نحاف أن ندخل في فتنة.
فقال : لا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة قابل.
قالوا : نكون على ناحيتنا ، فان قبل القضية قاتلناه على ما قاتلنا عليه أهل الشام يوم صفين ، فان نقضها قاتلنا معه.
فساروا حتى قطعوا النهروان.
وافترقت منهم فرقة يقتلون الناس.
فقال أصحابهم : ما على هذا فارقنا عليا عليهالسلام ، فلما بلغ عليا عليهالسلام صنيعهم قام ، فقال : تسيرون الى عدوكم ، أو ترجعون الى هؤلاء الذين خلفكم في دياركم؟ قالوا : بل نرجع إليهم.
فقال علي عليهالسلام : إني محدّثكم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ طائفة تخرج من قبل المشرق عند اختلاف الناس ، لا يرون جهادكم مع جهادهم شيئا ولا صلاتكم مع صلاتهم شيئا ولا صيامكم مع صيامهم شيئا ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، علامتهم أن فيهم رجلا عضده كثدي المرأة يقتلهم أولى الطائفتين بالحق.
فسار علي إليهم ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وجعلت خيل علي عليهالسلام لا يقوم لهم.
فقال علي عليهالسلام : أيها الناس إن كنتم انما تقاتلون لي فو الله
__________________
كان خطيبا بليغا ، له مع معاوية مواقف يذكره المؤلف فيما بعد. شهد صفين مع علي. نفاه المغيرة من الكوفة الى جزيرة أوال في البحرين بأمر معاوية فمات فيها ٦٠ هـ وقيل بالكوفة.