الغزو الثقافي
السيّال عبر الفضائيات وشبكات الاتصال الالكترونية ، التي ما زالت تخلو من خطاب
إسلامي مناسب ، يستقطب أبناء هذه الشريحة ويزوّدهم بأسباب الثبات أمام هذا الغزو
ومواجهته بمثل أدواته ووسائله.
ولمّا كان مركز الرسالة مركزاً معنياً
بالمعارف الإسلامية ، مع أولوية للأبحاث العقائدية بالمعنى الأعمّ ثمّ الأخلاقية
والاجتماعية بالدرجة الثانية ، فهو يرى أن المسؤولية التي على عاتقه مهمة وكبيرة ،
وأن عليه أن يسهم بكل ما يستطيع أداءه في ملء هذا الفراغ ، وفي توفير الخطاب
الإسلامي المناسب لهذه الشريحة المهمة في المجتمع ، ومن هنا انطلقت فكرة هذه
السلسلة ، أملاً في أداء بعض المسؤولية وتحقيق بعض طموحات أبنائنا من الناشئة
والشباب.. لتجري هذه السلسلة على موازاة سلسلة المعارف الإسلامية التي صدر منها
إلى الآن ستةٌ وعشرون كتاباً.
وقد جاء إصدارنا الأوّل هذا في هذه
السلسلة ليطرق واحداً من المواضيع المهمة التي تشغل أفكار الشباب المتطلّع إلى
العلم والمعرفة ، ثمّ هو من أهمّ الموضوعات التي تسهم في تأسيس مبادئ المعرفة
الإسلامة ألا وهو موضوع الدين ، من حيث أصل وجوده في حياة الإنسان ، ودوافع هذا
الوجود ، الأمر الذي يُعدّ فيصلاً بين ثقافتين ؛ الثقافة الدينية ، والثقافة
المادية أو غير الدينية.
وقد تناول هذا الكتاب أسئلة هذا الموضوع
الحساس بما نرجو أن يكون مناسباً لما ينتظره شبابنا وناشئتنا.
وبالله التوفيق
مركز
الرسالة