مقتضى الخلقة ،
والأُمور الفطرية هي ما تقتضيه خلقة الإنسان ، بما هو إنسان ، لو خُلِّي وطبعه » .
يقول الامام الخميني : « اعلم أنّ
المقصود من « فطرة الله » التي فطر الناس عليها هو الحال ، أو الكيفية الّتي خلق
الناس وهم متصفون بها ، والتي تعدّ من لوازم وجودهم ، ولذلك « تخمّرت » طينتهم بها
في أصل الخلق .
والفطرة الإلهية من الألطاف التي خصّ
الله تعالى بها الإنسان من بين جميع المخلوقات ، إذ إن الموجودات الأُخرى ـ غير
الإنسان ـ إما أنّها لا تملك مثل هذه الفطرة المذكورة ، وإمّا أن لها حظاً ضئيلاً
منها » .
الدين
والتدين من الأُمور الفطرية
إلى هنا وصل بنا المقام لبيان وإثبات
أنّ مصدر الدين والتدين عند الإنسان هو فطرته ، التي تدفعه نحو الإيمان بالله .
ففي فطرة كلّ إنسان نزوع نحو التوجّه إلى الله بالعبادة والدعاء والصلاة . وذلك
بسبب كون الإنسان ذا طموح لا حدّ له في نيل الكمال والسعادة ، الذي هو من أقوى
الدوافع الفطرية عنده ، لذلك نجد أنّ كل أعمال الإنسان تنصبّ في هذا الاتجاه.
إذن فكل إنسان يبحث عن كماله وسعادته ،
ويسلك الطرق التي تؤدي إلى ذلك الكمال ، ولكن ربما يخطأ في تشخيص الطريق الموصل
إلى ذلك الكمال ، أو يظنّ أن شيئاً آخر هو الهدف ، وهو الغاية التي يبحث عنها.
__________________