الله إذ يقول : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١).
( نشر الدكتور « ديزت » الألماني بحثاً حلل فيه الآراء الفلسفية لأكابر العلماء ، الذين أناروا العقول في القرون الأربعة الأخيرة ، وتوخّى أن يدقّق في معرفة عقائدهم ، فتبين له من دراسة [ ٢٩٠ ] منهم ما يلي :
١ ـ « ٢٨ » منهم لم يصلوا إلى عقيدة ما.
٢ ـ « ٢٤٢ » منهم أعلنوا على رؤوس الأشهاد الإيمان بالله.
٣ ـ « ٢٠ » فقط تبين أنهم غير مبالين بالوجهة الدينية ، أو ملاحدة ) (٢).
وبعد هذا ، فهل تصح هذه النظرية الّتي توعز علة نشوء الدين إلى الجهل بالظواهر الطبيعية ؟!
وتأكيداً على خطأ هذه النظرية ، ننقل هذه الطائفة المختارة من أقوال أكابر العلماء الغربيين ، والتي تؤكّد بأنّ الإيمان بالله لا يتعارض مع العلم مطلقاً :
١ ـ يقول العالم الكبير « باستور » . ـ والذي جعل أصحاب هذه النظرية اكتشافاته البيولوجية تقوم مقام الإيمان بالله تعالى ـ : ( الإيمان لا يمنع أي ارتقاء كان ؛ لأنّ كلّ ترق يبين ويسجل الاتساق البادي في مخلوقات الله ، ولو كنت علمتُ أكثر مما أعلم اليوم ، لكان إيماني أشد وأعمق مما هو عليه الآن ، ... إنّ العلم لا يمكن أن يكون مادياً ، ولكنه على خلاف ذلك يؤدي إلى زيادة العلم بالله ؛ لأنّه يدلّ بواسطة تحليل الكون
__________________
(١) سورة فاطر : ٣٥ / ٢٨.
(٢) روح الدين الإسلامي : ٨٤.