والخضوع والطاعة له.
أمّا إذا قلنا : « دان بالشيء » أي
اتخذه ديناً ومذهباً ، أي : اعتقد وتخلق به ، فالدين هنا بمعنى المذهب والطريقة ،
الّتي يسير عليها المرء ، نظرياً وعملياً.
إذن « ان كلمة الدين عند العرب تشير إلى
علاقة بين طرفين ، يعظم أحدهما الآخر ويدين له . فإذا وصف بها الطرف الأوّل ، كانت
خضوعاً وانقياداً ، وإذا وصف بها الطرف الثاني ، كانت أمراً وسلطاناً ، وحكماً
وإلزاماً ، وإذا نظر بها إلى الرباط الجامع بين الطرفين ، كانت هي الدستور
المُنظِّم لتلك العلاقة ، والمظهر الذي يعبر عنها » .
هكذا تعرفنا على المعنى اللغوي للدين ،
وبقي علينا ان نحدد المعنى الاصطلاحي من أنحاء متعددة.
المعنى
الاصطلاحي للدين
مما ينبغي الاشارة إليه ان التعريفات
الاصطلاحية ، لكثير من القضايا الخارجية ، والمفاهيم والمعاني الفكرية وغيرها ،
تخضع لفكر الإنسان وفلسفته عن تلك القضايا ، فأولئك الذين يتبنّون المنهج المادي
ولا يؤمنون بعالم الغيب ، نجدهم يفسرون الكثير من القضايا تفسيراً ينسجم مع ذلك
الإيمان المادي ، في حين أن أصحاب المنهج الالهي لهم تفسير مخالف لاُولئك الماديين
، ومن هنا نشأت تعريفات مختلفة للدين تبين معناه.
ونحن سنذكر بعض تلك التعريفات ، مع
مناقشة بعضها ، بما يتلاءم مع طبيعة البحث :
__________________