الذين يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله.
وهذا الداء النفساني لم يحدث إلا عن خبث
في الروح وإنطراء النفس على الشر فاذا ما تمكن من إمريء أفسد أخلاقه ، وساقه إلى
القبائح والجرائم ، وأوقع صاحبه في أشد الآلام النفسية والاسقام البدنية كما قيل :
أفسدت نفسك بالحسد
|
|
وهدمت أركان الجسد
|
فاذا حصل في أمة أوقعها في الشقاق
والنفاق ثم الدمار ، وإذا أستولى على أحد أرجع عذابه على صحابه ، لأن الحسود دائم
العذاب مستمر الألم ، ولذا قال «ع» : لا يطمع لحسود في راحة القلب .
وقال «ع» : ليس الحسود غنى .
وقال «ع» : الحسود ذو نفس دائم وقلب
هائم وحزن لازم ، وإنه لكثير الحسرات متضاعف السيئات ، دائم الغم وإن كان صحيح
البدن.
وقال «ع» : إن الحسد يأكل الايمان كما
تأكل النار الحطب .
[[ ٤ ـ الكبر ]]
الكبر في الانسان حالة تعتري النفس تدعو إلى
مجاوزة الحد في إعظامها واحتقار غيرها ، وبعبارة أوضح : هو إستعظام النفس ورؤية
قدرها فوق قدر الغير.
وهو داء عضال في النفوس الواطئة يحدث عن
ضيق دائرة نظر المتكبر إلى نفسه ، عندما يرى فيها فضيلة ليست عند غيره ، دون أن
ينظر إلى نقصه وكمال غيره وإن لهذا الداء من العوارض المرضية النفسية ما يوقع
صاحبه في كثير من الرذال المستقبحة ، كاغتراره بالظلم وعدم إحتفائه بحقوق الناس
والحقد والحسد
__________________