( الشعر والأظفار وفائدة قصهما )
تأمل واعتبر بحسن التدبير في خلق الشعر والأظفار فإنهما لما كانا مما يطول ويكثر حتى يحتاج إلى تخفيفه أولا فأولا جعلا عديما الحس لئلا يؤلم الإنسان الأخذ منهما ولو كان قص الشعر وتقليم الأظفار مما يوجد له ألم وقع من ذلك بين مكروهين إما أن يدع كل واحد منهما حتى يطول فيثقل عليه وإما أن يخففه بوجع وألم يتألم منه.
قال المفضل فقلت فلم لم يجعل ذلك خلقة لا تزيد فيحتاج الإنسان إلى النقصان منه فقال عليهالسلام إن لله تبارك اسمه في ذلك على العبد نعما لا يعرفها فيحمده عليها .. اعلم أن آلام البدن وأدواءه (١) تخرج بخروج الشعر في مسامه (٢) وبخروج الأظفار من أناملها ولذلك أمر الإنسان بالنورة وحلق الرأس وقص الأظفار في كل أسبوع ليسرع الشعر والأظفار في النبات فتخرج الآلام والأدواء بخروجهما (٣) ... وإذا طالا تحيراً ، وقل خروجهما فاحتبست الآلام والأدواء في البدن
__________________
(١) الادواء جمع داء وهو المرض والعلة.
(٢) المسام من الجلد ثقبه ومنافذه كمنابت الشعر ، ومنهم من يجعلها جمع سم اي الثقب مثل محاسن وحسن.
(٣) يؤيد هذا الرأي علم الطبّ الحديث ، وان كانت نظرية التطور تقول بان الشعر والاظافر من الزوائد الحيوانية الأولى التي لم يعد لها نفع ولا فائدة.