منه ما حدث به المفضل في موضوع أعضاء البدن وفوائد كل منها (١) ومثل ذلك ما سأل به أبو حنيفة الإمام الصادق عن الشمس والقمر وحديث هشام الخفاف ، وتوجيه الصادق إليه بعض الأسئلة في حركات النجوم ، وعجزه عن الجواب ، ثم تفصيله هو الجواب عما سأل به (٢) وهذا كله مشابه كل الشبه لما تكلم به الصادق مع المفضل في المجلس الثالث (٣) بل لا يعدو أن تكون المضامين متفقة اتفاقا يدل دلالة قوية على ان البحثين قد صدرا من فيض علم رجل واحد.
أما كتاب الاحتجاج للطبرسي ١٨٠ ـ ٢٠٦ ط النجف فتجد فيه كثيرا من أحاديث الإمام الصادق ، واحتجاجاته الجمة مع كثير من زنادقة عصره ، وأنت تستطيع ان ترى شدة المشابهة بين تلك الاحتجاجات وبين أكثر المواضيع التي طرقها الامام في كتاب التوحيد.
كان الاسماعيليون في المرحلة الأولى من دعوتهم الثورية العقائدية قد تبنوا مكافحة الالحاد ، والقيام بصد الموجة الطاغية التي اجتاحت الفكر الإسلامي من جماعة الشكاكين والملحدين الذين كانوا يذهبون إلى انكار القوة الخالقة وبعث الرسل ، وأمثال ذلك من الأمور التي تتصل بالغيبيات والالهيات.
__________________
(١) توحيد المفضل ص ١١ ط الحيدريّة.
(٢) انظر البحار مج ١١ ص ١٢٧ وص ١٣٠.
(٣) توحيد المفضل ص ٥٥ وص ٥٦.