يدك فأدخلها النار » ، وكان حفر حفيرة وألقى فيها حطبا وضربها بنفط ونار ، فلم يفعل عبد الله ، وأدخل أبو الحسن عليهالسلام يده في تلك الحفيرة ولم يخرجها من النار إلاّ بعد احتراق الحطب وهو يمسحها (١).
ومنها : ما روي عن اسحاق بن منصور ، عن أبيه ، قال : سمعت موسى بن جعفر عليهالسلام يقول ناعيا إلى رجل من الشيعة نفسه ، فقلت في نفسي : وإنّه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ، فالتفت إليّ فقال : « اصنع ما أنت صانع فإنّ عمرك قد فني وقد بقي منه دون سنتين وكذلك أخوك ، ولا يمكث بعدك إلاّ شهرا واحدا حتّى يموت ، وكذلك عامّة أهل بيتك ويتشتّت كلّهم ويتفرّق جمعهم ويشمت بهم أعداؤهم وهم يصيرون رحمة لإخوانهم ، أكان هذا في صدرك؟ ».
فقلت : أستغفر الله ممّا في صدري ، فلم يستكمل منصور سنتين حتّى مات ومات بعده بشهر أخوه ، ومات عامّة أهل بيته وأفلس بقيّتهم وتفرّقوا حتّى احتاج من بقي منهم إلى الصدقة (٢).
ومنها : ما روي عن عليّ بن أبي حمزة قال : أخذ بيدي موسى بن جعفر عليهالسلام يوما فخرجنا من المدينة إلى الصحراء ، فإذا نحن برجل مغربي على الطريق يبكي وبين يديه حمار ميّت ورحله مطروح ، فقال له موسى عليهالسلام : « ما شأنك؟ ».
قال : كنت مع رفقائي نريد الحجّ فمات حماري هاهنا وبقيت ومضى أصحابي ، وقد بقيت متحيّرا ليس لي شيء أحمل عليه ، فقال موسى عليهالسلام : « لعلّه لم يمت » ، قال : أما ترحمني حتّى تلهو بي!.
قال : « إنّ عندي رقية جيّدة » ، قال الرجل : ليس ما يكفيني ما أنا فيه حتّى تستهزئ بي.
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٨ : ٦٥ ـ ٦٦ ، ح ٨٥ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٣٢٥ ، ح ١٧.
(٢) المصدر السابق : ٦٨ ، ح ٩٠ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٣١٠.