فقلت : ما عسى أن أصنع بها ألبسها في أوقات وأصلّي فيها ركعات ، وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أمير المؤمنين الساعة لألبسها.
فنظر إلى عمر بن بزيع فقال : قل له يحضرها ، فأرسلت خادمي جاء بها ، فلمّا رآها فقال : يا عمر ، ما ينبغي أن تنقل على عليّ بعد هذا شيئا ، قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدرّاعة إلى داري.
قال عليّ بن يقطين : وكان الساعي ابن عمّ لي ، فسوّد الله وجهه وكذّبه والحمد لله (١).
ومنها : ما روي عن عليّ بن يقطين قال : استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ويقطعه ويخجله في المجلس ، فانتدب له رجل معزم فلمّا أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز ، فكان كلّما رام خادم أبي الحسن عليهالسلام تناول رغيفا من الخبز طار من بين يديه ، واستفزّ هارون الفرح والضحك لذلك.
فلم يلبث أبو الحسن عليهالسلام أن رفع رأسه إلى أسد مصوّر على بعض الستور ، فقال له : « يا أسد الله ، خذ عدوّ الله » ، قال : فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم ، فخرّ هارون وندماؤه على وجوههم مغشيّا عليهم وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه ، فلمّا أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن عليهالسلام : أسألك بحقّي عليك لمّا سألت الصورة أن تردّ الرجل ، فقال : « إن كانت عصا موسى ردّت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيّهم فإنّ هذه الصورة تردّ ما ابتلعته من هذا الرجل » ، فكان ذلك من أعمل الأشياء في إفاقة نفسه (٢).
ومنها : ما روي عن عليّ بن المغيرة قال : مرّ العبد الصالح عليهالسلام بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون وقد ماتت بقرة لها ، فدنا منها ثمّ قال لها : « ما يبكيك
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٨ : ٥٩ ـ ٦٠ ، ح ٧٢ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ٢ : ٦٥٦ ـ ٦٥٧ ، ح ٩.
(٢) « بحار الأنوار » ٤٨ : ٤١ ـ ٤٢ ، ح ١٧ ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : ١٤٨ ، ح ١٩.