عليّ بن الحسين عليهماالسلام جالسا مع جماعة إذ أقبلت ظبية من الصحراء حتّى وقفت قدّامه فهمهمت وضربت بيدها الأرض ، فقال بعضهم : يا ابن رسول الله ، ما شأن هذه الظبية قد أتتك مستأنسة؟
قال : « تذكر أنّ ابنا ليزيد طلب عن أبيه خشفا ، فأمر بعض الصيّادين أن يصيد له خشفا ، فصاد بالأمس خشف هذه الظبية ولم تكن قد أرضعته ، فإنّها تسأل أن يحمله إليها لترضعه وتردّه عليه » ، فأرسل عليّ بن الحسين عليهماالسلام إلى الصيّاد فأحضره وقال : « إنّ هذه الظبية تزعم أنّك أخذت خشفا لها وأنّك لم تسقه لبنا منذ أخذته ، وقد سألتني أن أسألك أن تتصدّق به عليها » ، فقال : يا ابن رسول الله ، لست أستجرئ على هذا.
قال : « إنّي أسألك أن تأتي به إليها لترضعه وتردّه عليك ففعل الصيّاد » ، فلمّا رأته همهمت ودموعها تجري ، فقال عليّ بن الحسين عليهالسلام للصيّاد : « بحقّي عليك إلاّ وهبته لها » ، فوهبه لها فانطلقت مع الخشف ، وقال : أشهد أنّك من أهل بيت الرحمة وأنّ بني أميّة من أهل بيت اللعنة (١).
ومنها : ما روي أنّ الحجّاج بن يوسف لمّا خرّب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله بن الزبير ، ثمّ عمروها ، فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود فكلّما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهّادهم يتزلزل ويضطرب ولا يستقرّ الحجر في مكانه ، فجاءه عليّ بن الحسين عليهالسلام وأخذه من أيديهم وسمّى الله ثمّ نصبه فاستقرّ في مكانه وكبّر الناس (٢).
ومنها : ما روي أنّ إبليس تصوّر لعليّ بن الحسين عليهالسلام ـ وهو قائم يصلّي ـ في صورة أفعى له عشرة رءوس محدّدة الأنياب منقلبة الأعين بحمرة ، فطلع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده ، ثمّ تطاول في محرابه فلم يفزعه ذلك ولم يكسر
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٦ : ٣٠ ، ح ٢١ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، ح ٤.
(٢) المصدر السابق : ٣٢ ، ح ٢٥ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٦٨ ، ح ١١.