من الأمر بعدك؟
فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا وقال : « ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة » ، فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت : جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتّى اخضلّت لحيته بالدموع ، ثمّ التفت إليّ فقال : « عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني عليّ » (١).
وفي باب النصّ والإشارة على أبي محمّد عليهالسلام : أنّ يحيى بن يسار القنبري قال : أوصى أبو الحسن عليهالسلام إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي (٢).
وعن عليّ بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن عليهالسلام في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : « لا ، صاحبكم بعدي الحسن » (٣).
وعن عبد الله بن محمّد الأصفهاني قال : قال أبو الحسن عليهالسلام : « صاحبكم بعدي الذي يصلّي عليّ » ، قال : ولم نعرف أبا محمّد قبل ذلك ، قال : فخرج أبو محمّد فصلّى عليه (٤).
وعن سعد بن عبد الله عن جماعة من بني هاشم ـ منهم الحسن بن الحسن الأفطس ـ أنّهم حضروا يوم توفّي محمّد بن عليّ عليهالسلام باب أبي الحسن يعزّونه وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن عليّ عليهالسلام قال : جاء مشقوق الجيب حتّى قام عن يمينه ونحن
__________________
(١) المصدر السابق : ٣٢٣ ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الثالث عليهالسلام ، ح ١.
(٢) المصدر السابق : ٣٢٥ ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد عليهالسلام ، ح ١.
(٣) المصدر السابق : ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ، ح ٢.
(٤) المصدر السابق : ٣٢٧ ، ح ٣.