المكنون وأطيار وظباء ، وأنهار تفور ، فحار بصري والتمع وحسرت عيني ، فقال : « حيث كنّا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك » (١).
ومنها : ما روي عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن عليهالسلام فكلّمني بالهنديّة فلم احسن أن أردّ عليه ، وكان بين يديه ركوة ملأى حصا ، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصّها مليّا ، ثمّ رمى بها إليّ فوضعتها في فمي ، فو الله ما برحت من عنده حتّى تكلّمت بثلاثة وسبعين لسانا أوّلها الهندية (٢).
ومنها : ما روي أنّ أبا هاشم كان منقطعا إلى أبي الحسن عليهالسلام بعد أبيه أبي جعفر وجدّه الرضا عليهالسلام ، فشكى إلى أبي الحسن عليهالسلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ، ثمّ قال : يا سيّدي ، ادع الله لي فربما لم أستطع ركوب الماء فسرت إليك على الظهر ، وما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه ، فادع الله أن يقوّيني على زيارتك.
فقال : « قوّاك الله يا أبا هاشم ، وقوّى برذونك ».
قال الراوي : وكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سرّ من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون ، فكان هذا من أعجب الدلائل (٣).
ومنها : ما حدّث جماعة من أهل أصفهان منهم أبو العبّاس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمّد بن علويّة قالوا : كان بأصفهان رجل يقال له : عبد الرحمن وكان شيعيّا ، قيل له : ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة عليّ النقيّ عليهالسلام دون غيره من أهل الزمان؟
قال : شاهدت ما أوجب عليّ ، وذلك أنّي كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة ،
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٥٠ : ١٣٢ ـ ١٣٣ ، ح ١٥ ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : ٤٠٧ ، ح ١١.
(٢) المصدر السابق : ١٣٦ ، ح ١٧ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ٢ : ٦٧٣ ، ح ٢ ، وعن « مناقب آل أبي طالب » ٤ : ٤٤٠.
(٣) المصدر السابق : ١٣٧ ـ ١٣٨ ، ح ٢١ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ٢ : ٦٧٢ ، ح ١.