فتغيّر وجه هارون وقال :
هذا الفخر ، يا أبا الحسن ، حقّا.
انتهى كلام الخطيب
وقال أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي في كتاب « مروج الذهب (١) » في أخبار هارون الرشيد إنّ عبد الله بن مالك الخزاعي كان على دار ( ٢٠ ب ) هارون الرشيد وشرطته فقال :
أتاني رسول الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط ، فانتزعني (٢) من موضعي ومنعني من تغيير (٣) ثيابي. فراعني ذلك منه. فلما صرت إلى الدار سبقني (٤) الخادم فعرّف الرشيد خبري ، فأذن لي في الدخول عليه. فدخلت فوجدته قاعدا على فراشه (٥) ، فسلّمت عليه فسكت ساعة ، فطار عقلي ، وتضاعف الجزع عليّ ، ثم قال :
يا عبد الله! أتدري لم طلبتك في هذا الوقت؟
قلت : لا والله يا أمير المؤمنين!
قال : إني رأيت الساعة في منامي كأنّ حبشيّا قد أتاني ومعه حربة ، فقال لي : إن خلّيت عن موسى بن جعفر هذه (٦) الساعة وإلاّ نحرتك بهذه الحربة. فاذهب وخلّ (٧) عنه.
__________________
(١) انظر المروج ٦ : ٣٠٨ ـ ٣١١ ( طبعة باريس ).
(٢) ص « فاسرعني » خطأ.
(٣) ص « تغير ».
(٤) ص « منعني ».
(٥) ص « فروشه ».
(٦) لا توجد في المروج.
(٧) ص « فحل ».