ورابعهم عليّ ، رضياللهعنه. وهو أبو الحسن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب. المعروف بزين العابدين (١). ويقال له : عليّ الأصغر.
وليس للحسين ، رضياللهعنه ، عقب إلاّ من ولد زين العابدين هذا.
وهو من سادات التابعين.
قال الزهريّ : ما رأيت قرشيا أفضل منه.
وأمّه سلمة بنت يزدجرد (٢) آخر ملوك الفرس. وهي عمّة أمّ يزيد ابن الوليد الأموي المعروف بالناقص ، رضي الله عنهما ( ١٥ ب ).
وكان يقال لزين العابدين : ابن الخيرتين. لقوله ، صلّى الله عليه وسلّم : « لله تعالى من عباده خيرتان. فخيرته من العرب قريش. ومن العجم فارس ».
وذكر أبو القاسم الزمخشري في كتاب « ربيع الأبرار » أنّ الصحابة ، رضي الله عنهم ، لما أتوا بسبي فارس ، في خلافة عمر بن الخطّاب ، رضياللهعنه ، كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد. فباعوا السبايا. وأمر عمر ، رضياللهعنه ، ببيع بنات يزدجرد أيضا. فقال له عليّ ، رضياللهعنه : إنّ بنات الملوك [ لا ] يعاملن معاملة غيرهنّ من بنات السوقة.
__________________
(١) سمي بذلك لفرط عبادته ( شذرات ١ : ١٠٤ ).
(٢) ص « يزدجر » خطأ. انظر عن يزدجرد : كريستنسن : إيران في عهد الساسانيين ( ترجمة الدكتور يحيى الخشاب ).