الكتب. وبذلك
نؤرّخ للجانب الثقافي من العصر من خلال ثقافة ابن طولون نفسه.
قامت ثقافة ابن
طولون على المشاركة في جميع العلوم. فقد شاء أن يأخذ منها جميعا ، فلا يختصّ بعلم
واحد. وقد شهد له بعرفانه فيها طائفة كبيرة من الشيوخ والعلماء ، بعد أن عرض ما
قرأه من الكتب عليهم.
فقد انصرف إلى
الفقه الحنفيّ ، مذهب آبائه ، فحفظ فيه : المختار للمجد البغدادي ، والكنز للنسفي ، ومجمع البحرين
لابن الساعاتي ، والهداية للمرغيناني.
وإلى القراءات
فحفظ : الجزريّة والدرّة لابن الجزريّ ، وحرز الأماني للشاطبي ، وقرأ القرآن
بالسبع افرادا وجمعا.
وعمد إلى الحديث ـ
وكان ، على قوله ، قد باد جماله وحاد عن السنن المعتبر عمّاله ـ فقرأه على ما يقرب
من خمس مائة شخص في خلال عشر سنين. قرأ صحيح البخاريّ ، ومسلم. وسنن النسائي ،
وابن ماجه ، وأبي داود ، والترمذي. ومسند الشافعي ، وأبي حنيفة ، وأحمد بن حنبل ،
والدارمي ، وموطأ مالك. ولم يشأ أن يقرأ الحديث رواية ، بل قصد إلى الدراية. فقرأ
النخبة وشرحها لابن حجر ، وألفية علوم الحديث لزين الدين العراقي ، وشرحها للزين
العيني.
واهتمّ بأصول
الفقه. فقرأ المنار للنسفي ، وشرحه لابن فرسته ، وشرح المغني للقاآتي ، وشرح
التنقيح لصدر الشريعة.
وقرأ في التفسير
الاتقان للسيوطي وبعض كشاف الزمخشري.
__________________