٨
كان منظر الغروب سخيّاً بالوانه الشفافة ، برتقالي ذهبي ، وأحمر متوقد كموقد شتائي يزخر بالجمر ... والمشهد السماوي يبدو ساكناً غير أن السحب المتناثرة في سماء زرقاء كانت تتحرك على هون كزوارق غافية في بحيرة هادئة.
الرياح الخريفية تجوس خلال البيوت وتبشّر بشتاء قارس طويل.
كانت فاطمة تتأمل وجه شقيقها ، انها لم تره مهموماً كهذا المساء ، لكأنه ينوء بجبال من الحزن ، لا تدري لماذا توهجت مشاهدة قديمة .. قديمة جداَ ، يوم أخذوا أباها ، وأدركت حينها انها لن تراه بعد اليوم ... ربما عرفت ذلك في وجه شقيقها الذي