وعندما أخذ الفضل مجلسه قرب الخليفة بدأت اللعبة ، وكلاهما ماهر فيها.
قال المأمون لينفذ في قلب وزيره :
ـ كيفتك امر هرثمة وهو الآن في السجن.
ـ انه لا يخلص لك كما قلت .. أعرف نوايا هؤلاء القادة.
ـ ولكنّ العلويين لا يكفون عن اثارة القلاقل .. وقد سمعت أن أبراهيم بن موسى الكاظم قد ثار بمكة ، ونقل لي الجواسيس أنه في طريقه الى اليمن.
وبعد صمت استأنف المأمون حديثه حذراً :
ـ لقد فكرت كثيراً في الأمر .. ان الخطر الحقيقي يكمن هنا .. في هؤلاء العلويين .. الناس يحسبونهم انبياء ويتناقلون قصصاً عجيبة عن زهدهم .. اتعرف لماذا يا فضل؟
ـ؟!.
ـ لأنهم يعيشون في الخفاء .. لأنهم يعيشون بعيداً عن الانظار ... فلو ظهروا اكتشف الناس عيوبهم ، ولعرفوا أنهم لم يرفضوا الدنيا الا لأن الدنيا رفضتهم.
تظاهر الوزير بالبراءة :