ـ لست بداخلٍ غداً الحمام .. فإني رأيت رسول الله في المنام في هذه الليلة يقول لي : يا علي لا تدخل الحمام غداً .. فلا أرى لك يا أمير المؤمنين ، ولا للفضل أن تدخلا الحمام غداً ١٦٦.
وفي المساء كان غالب مع أربعة رجال ملثمين آخذين سمتهم الى منزل يقع بالقرب من حمام المدينة وقبل أن ينفلق عمود الفجر .. دخل خمسة رجال مسلحين الحمام ليأخذوا أماكنهم مترقبين دخول فريستهم ..
كان الحمام مقفراً تماماً بناءً على أوامر من الخليفة الذي قرّر ارتياد الحمام غداً ودخل الفضل ومعه خادمه الذي مكث في حجرة استبدال الثياب ..
قاد صاحب الحمام على توجس وخيفة الضحية الى مكان قريب من حوض يتصاعد منه بخار كثيف كضباب يوم شتائي .. سرت قشعريرة في جسد الفضل وعزا ذلك الى برودة الرخام ..
ألقى صاحب الحمّام نظرة فيها قدر من الاشفاق على رجل سيكون بعد لحظات جثّة هامدة ..
كانت هناك عشرة عيون تتلصص من خلل البخار المتصاعد.