ـ أنني أخشى خطبته .. لقد رأيت هيئته ورأى الناس فيه جدّه محمد.
ـ ان ارجاعه سيثير علينا غضب الناس واستياءهم!
ـ وفي صعوده على المنبر خطر على حياتنا!
ـ نعم هذا صحيح اطلب منه العودة .. هذا أهون الشرّين.
الموكب الأبيض ما يزال في طريقه الى المصلّى ، وعواطف الجماهير في ذروتها .. الحماس يعمّ الجميع فقد الجيش نظامه ، وذاب في الجماهير واصبح منظر أحذية الجنود المبعثرة معبّراً ... ان حادثاً ما يوشك أن يقع!
كان المأمون ما يزال يراقب ما يجري .. يراقب متوجساً اندفاع الجماهير نحو المصلى وهناك في نقطة المركز يوجد الرجل الذي لا يعرف أحد ما الذي سيفعله إذا وصل المصلى وما الذي سيقوله اذا ارتقى المنبر؟!
واقترب مبعوث المأمون من الامام :
ـ إنّ أمير المؤمنين يقول لقد كلّفناك شططاً وإنّا لا نريد أن نتبعك. فعد الى منزلك يا سيّدي.
وحدث لغط واستاء بعضهم من موقف المأمون.
توقف الامام يجفف حبّات عرق فوق جبينه ، وأمر أحد