انزعج المأمون وخاطبه بمرارة :
ـ عليك بالانصاف .. اما ترى من حولك من
أهل النظر؟!
والتفت المأمون الى الامام وقال باحترام
:
ـ كلّمة يا أبا الحسن .. فانه متكلم
خراسان!
والتفت الامام الى خصمه:
ـ الإرادة .. أهي محدثة؟
ـ ما هي محدثة.
ـ يا سليمان هي محدثة ، لان الشيء إذا
لم يكن أزلياً كان محدثاً ، واذا لم يكن محدثاً كان أزلياً.
ـ الإرادة منه .. أي من الله ؛ كما إن
سمعه وبصره وعلمه منه.
ـ فهل أراد نفسه؟
ـ لا.
ـ فليس المريد مثل السميع البصير.
ـ إنّما أراد نفسه ، كما سمع نفسه ،
وأبصر نفسه ، وعلم نفسه ...
وسدّد الامام له سؤالاً.
ـ ما معنى أراد نفسه؟ أراد أن يكون
شيئاً ، وأراد أن يكون حيّاً أو سميعاً أو بصير أو قديراً؟