أأعجمي
وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ... ».
« ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه
ولولا كلمة سبقت من ربّك لقضي بينهم وانّهم لفي شكّ منه مريب .. ».
كانت الريح ما تزال تعصف ومحمد يرتّل
بصوت شجي آيات القرآن ... حتى وصل الآية الاخيرة في صفحة اليسار :
« سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى
يتبيّن لهم أنه الحق أو لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد .. ».
قبل محمد المصحف بخشوع ووضعه في مكانه.
دفء الفراش ، وزمهرير الرياح وهي تولول
في ازّقة المدينة الصغيرة جعلته يستسلم الى الرقاد مبكّراً ..
الثلوج ما تزال تهطل بغزارة لتغطي كلّ
شيء ... الأزقة والشوارع والاشجار ... أصبحت المدينة أكواماً من القطن المندوف ولم
يعد يُرى من معالمها شيء.
لا يدرى محمد كم مضى من الوقت عندما هبّ
من نومه .. وقد التمعت حبّات عرق فوق جبينه .. نظر الى ساعته الفضية القديمة كانت
عقارب الزمن تشير الى الثانية بعد منتصف الليل .. ما يزال الصوت الذي سمعه في عالم
الأطياف جليّاً في أعماقه :
ـ قم! واسرج قناديل المنائر ..