قلت يا أمير المؤمنين ، خذ علي عهداً وميثاقاً ، فإني لك سامع مطيع ، اني لا أحدث به حتى يقضي الله من أمرك ما يقضي ، وهو على كل شيء قدير .
فقال لي : يا أصبغ ، بهذا عهدني رسول الله ، فاني قد صليت هذه الساعة بالكوفة ، وقد خرجت أريد منزلي ، فلما وصلت إلى منزلي إضطجعت ، فأتاني آتٍ في منامي وقال : يا علي ، إن سلمان قد قضى نحبه !
فركبت وأخذت معي ما يصلح للموتى ، فجعلت أسير ، فقرّب الله لي البعيد ، فجئت كما تراني ، وبهذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله .
قال الأصبغ : ثم إنه دفنه وواراه ، فلم أرَ صعد إلى السماء ، أم في الأرض نزل ، فأتى الكوفة والمنادي ينادي لصلاة المغرب . (١)
رواية ثانية عن ( مناقب ابن شهراشوب )
روى حبيب بن حسن العتكي ، عن جابر الأنصاري قال :
صلى بنا أمير المؤمنين عليه السلام صلاة الصبح ، ثم أقبل علينا فقال : معاشر الناس ، أعظم الله أجركم في أخيكم سلمان ، فقالوا في ذلك ـ أي صاروا بين مصدق ومكذب ـ فلبس عمامة رسول الله صلى الله عليه وآله ودراعته ، وأخذ قضيبه وسيفه ، وركب على العضباء (٢) وقال لقنبر (٣) : عدَّ عشراً ! قال : ففعلت ، فإذا نحن على باب سلمان .
قال زاذان : فلما أدركت سلمان الوفاة قلت له : من المغسل لك . ؟
قال : من غسل رسول الله . ( يعني علياً ) .
فقلت : انك بالمدائن وهو بالمدينة !
__________________
(١) : البحار ٢٢ / ٣٨٠ .
(٢) : ناقة النبي .
(٣) : خادم الإمام .