تقيّة له ، وإنّ
المذيع لأمرنا كالجاحد به ، وقال عليهالسلام لجماعة من أصحابه كانوا عنده يحدّثهم : لا تذيعوا أمرنا
ولا تحدّثوا به إلاّ أهله فإنّ المذيع علينا سرّنا أشد مؤونة من عدوّنا ، انصرفوا
رحمكم الله ولا تذيعوا سرّنا .
ويقول عليهالسلام : نفس المهموم
لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله .
ويقول عليهالسلام لمدرك بن الهزهز : يا مدرك إن
أمرنا ليس بقبوله فقط ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، أقرأ أصحابنا السلام
ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم رحم الله امرأ اجتر مودّة الناس إلينا فحدّثهم بما
يعرفون وترك ما ينكرون .
وكانوا دائبين على
تلك الوصايا لأصحابهم حتّى أن جابرا الجعفي الثقة الثبت الراوية عن الباقر والصادق
يقول : رويت خمسين ألف حديث ما سمعها أحد مني ، بل قيل كانت سبعين وقيل تسعين ألفا
عن الباقر فحسب ولم يحدّث بها أحدا من الناس .
ولذلك يقول الصادق
عليهالسلام للمعلّى بن خنيس : لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاءوا أمنوا
عليكم ، وإن شاءوا قتلوكم. وكان يقول عليهالسلام : ما قتل المعلّى إلاّ من جهة إفشائه لحديثنا الصعب .
__________________