وإن أردنا من القدريّة من يقول بأن القدر خيره وشرّه من الله تعالى فيكونون حينئذ هم الأشاعرة يقينا.
وقد روى الشهرستاني عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : القدريّة مجوس هذه الأمّة ، وقوله : القدريّة خصماء الله في القدر. (١)
ولا ندري ـ إن صحّت الرواية ـ أين يتوجّه هذا الذمّ الصريح ، والسمة الفاضحة.
كان التشيّع على عهد صاحب الشريعة الغرّاء وسمّى بعض الصحابة بالشيعة من ذلك اليوم ، أمثال سلمان وأبي ذر والمقداد وعمّار وحذيفة وخزيمة وجابر وأبي سعيد الخدري وأبي أيوب وخالد بن سعيد بن العاص وقيس بن سعد وغيرهم (٢).
والشيعة لغة : ـ الأتباع والأنصار والأعوان ، وأصله من المشايعة ـ المطاوعة والمتابعة ، ولكن هذا اللفظ اختصّ بمن يوالي عليّا وأهل بيته عليهمالسلام (٣).
وأوّل من نطق بلفظ الشيعة قاصدا به من يتولّى عليّا والأئمة من بنيه هو صاحب الشريعة سيد الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد جاءت عنه في ذلك عدّة أحاديث (٤).
__________________
(١) انظر الملل والنحل المطبوع على هامش الفصل : ١ / ٥٠ ـ ٥١ ..
(٢) الاستيعاب في أبي ذر ، والدرجات الرفيعة للسيد علي خان في ترجمة سلمان ، وروضات الجنّات نقلا عن كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي ، وشرح النّهج : ٤ / ٢٢٥ ، وخطط الشام لمحمّد كرد علي : ٥ / ٢٥١ ـ ٢٥٦ ..
(٣) القاموس ولسان العرب ونهاية ابن الأثير ومقدّمة ابن خلدون ص ١٣٨ إلى كثير غيرها ..
(٤) راجع في ذلك الصواعق بعد الآية الثامنة والآية العاشرة من الآيات الواردة في فضل ..