الخيرات .
هذا وهو المنصور
العدوّ الألدّ للصادق ، الذي كان مجاهدا في النيل من كرامته والقضاء عليه.
بل أن الملاحدة
على كفرهم وعدائهم للاسلام ورجاله كانوا يعظّمونه ويعترفون له بغزارة العلم ،
والميزة بالصفات الروحيّة والملكات القدسيّة ، أمثال ابن المقفّع وابن أبي العوجاء
والديصاني وغيرهم ، فهذا ابن المقفع يقول : ترون هذا الخلق ـ وأومأ بيده الى موضع
الطواف ـ ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانيّة إلاّ ذلك الشيخ الجالس ، يعني الصادق
عليهالسلام ، وقال ابن أبي العوجاء : ما هذا ببشر ، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسّد اذا
شاء ويتروّح اذا شاء باطنا فهو هذا ، يعني الصادق عليهالسلام.
وكان ابن أبي
العوجاء اذا سأل أحد أصحاب الصادق عليهالسلام عن شيء غامض واستمهله ، ثمّ أتاه بالجواب بعد حين واستحسنه
، قال : هذه نقلت من الحجاز.
وهكذا كان
الديصاني مع أصحاب الصادق عليهالسلام ، وما يقوله فيم يحملون إليه جوابه.
وهذه قطرة من غيث
ممّا نطق به أهل الفضل في شأن الصادق عليهالسلام مع اختلاف الزمن والبلد والذوق والرأي في القائلين ،
اقدّمها أمام الدخول في حياته التفصيليّة لتعطيك صورة إجماليّة عن هذه الشخصيّة
الفذّة ، فإن هذه الكلمات مع وجازتها تعلم القارئ عمّا لأبي عبد الله عليهالسلام من فضيلة بل
فضائل ، وعمّا له من آثار ومآثر.
__________________