المكان الذي صار
إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه ، فأمّا الله العظيم الشأن الملك الديّان فلا
يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ولا يكون الى مكان .
أقول : وما اكثر
ما جاء عنه من أمثال هذا الكلام في تنزيه البارىء تعالى شأنه عن صفات صنائعه ،
واجتزينا بما أوردناه.
لا تدركه الأبصار :
ذهب بعض أبناء
الفرق الاسلاميّة الى أنه جلّ شأنه يرى بالبصر في الآخرة فقط ، أو في الدنيا
والآخرة معا وما زال أهل البيت ـ لا سيّما الصادق عليهالسلام ـ يبطلون هذه النسبة ويمنعون عليه تعالى الرؤية ، وسوف
نورد عليك بعض الحجج من كلامه.
قال هشام : كنت
عند الصادق عليهالسلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين فقال له معاوية
بن وهب : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى ربه ، على أي
صورة رآه؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربّهم في الجنّة على أيّ صورة
يرونه؟ فتبسّم عليهالسلام ثمّ قال : يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة
أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ثمّ لا يعرف الله حقّ معرفته ، ثمّ
قال عليهالسلام : يا معاوية إن محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ير الربّ تبارك وتعالى بمشاهدة العيان وأن الرؤية على
وجهين : رؤية
__________________