والأخوال والأجداد ، الذين فرت أوداجهم سيوف الاسلام الصارمة.
ولم يطلق أبو سفيان أن يكتم تلك الضغائن النفسية ، فكانت تطفح على فلتات لسانه ، وكان اكثرها أيام عثمان (١) لأمانه من المؤاخذة على كلامه ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب ، وكيف لا يأمن والأمر بأيدي صبيانهم على حدّ تعبيره حين ركل قبر حمزة بن عبد المطّلب برجله.
وأما ابنه معاوية (٢) فانه عند ما رأى الاسلام قد ضرب بجرانه الأرض ، ووشجت أصوله ، وبسقت فروعه ، تذرع به إلى اقتلاع جذوره وقد ملك معاوية ناصية البلاد والاسلام غضّ جديد ، فخالف كلّ شريعة من شرائعه ، وناصب كلّ حكم من أحكامه ، سوى أنّه لم يخلع عند الظاهر ربقة الاسلام ، وكيف يخلعها وهي الوسيلة لنيله ذلك الملك الفسيح الأرجاء ، الملك الذي ما كان يحلم به صخر بن حرب بل ولا أميّة من قبل ، وما كان يضرّه من تلك الظاهرة إذا كانت الذريعة لاقتناص مآربه الواسعة ، ولتحطيم قواعد الاسلام الرفيعة.
وكفى من حربه لسيّد الرسل حربه لأمير المؤمنين عليهالسلام وقد قال فيه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « سلمك سلمي وحربك حربي » (٣) وقال فيه :
__________________
(١) الأغاني : ٦ / ٩٠ ـ ٩٦ ..
(٢) جاء في معاوية عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الشيء الكثير ، وإن شئت أن تلمس بعضه فدونك الأحاديث القائلة « يا عمّار تقتلك الفئة الباغية بصفّين » وعدّه السيوطي في الأخبار المتواترة ، ودونك الأحاديث القائلة « إن عليّا يحارب القاسطين وهم معاوية وجنده » ودونك شرح النّهج : ١ / ٣٤٧ و: ٣ / ٤٤٣ و: ١ / ٢٥٤ و: ٢ / ٣٦٣ و: ٢ / ١٠٢ و: ١ / ٣٧٢ ، ٣٦١ ، ٣٥٥ ، ٣٧٣ ، ١١٣ ، وانظر فيها رأي الناس في معاوية و: ١ / ٤٦٣ واقرأ فيها ما يقوله الناس عن معاوية وبني أميّة و: ٣ / ١٥ و ٤ / ١٩٢ ودونك الاستيعاب في معاوية ..
(٣) مسند أحمد بن حنبل : ٢ / ٤٤٢ واسد الغابة : ٣ / ١١ ..