حديث الرسول وأهل
بيته عند الشيعة ، فكتب الشيعة في الفقه مأخوذة من هذه الأدلّة الأربعة ، واكثر
السنّة حديثا هو الحديث الصادقي ، ولو لا حديثه لأشكل على العلماء استنباط اكثر
تلك الأحكام.
وما كان فقهاء
الشيعة عيالا عليه فحسب ، بل أخذ كثير من فقهاء السنّة الذين عاصروه الفقه عنه ،
أمثال مالك وأبي حنيفة والسفيانين وأيوب وغيرهم ، كما ستعرفه في بابه ، بل ان ابن
أبي الحديد في شرح النهج ( ١ : ٦ ) أرجع فقه المذاهب الأربعة إليه ، وهذا الآلوسي
في مختصر التحفة الاثنى عشريّة ص ٨ يقول : وهذا أبو حنيفة وهو بين أهل السنّة كان
يفتخر ويقول بأفصح لسان : لو لا السنّتان لهلك النعمان ، يريد السنّتين اللتين صحب
فيها الامام جعفر الصادق عليهالسلام لأخذ العلم.
فكان الحقّ أن
يصبح أبو عبد الله عليهالسلام فقيه الاسلام الوحيد ، وكفى من فقهه كثرة الرواية والرواة
عنه ، ومن سبر كتب الحديث عرف كثرة الحديث الصادقي ، وكثرة رواته وقد عاصره فقهاء
كثيرون ، فما بلغ رواة أحدهم ما بلغه رواته ، وما أنفق في هذه السوق أحد مثلما
أنفقه من علم وفقه ، وما سئل عن شيء فتوقّف في جوابه.
إن الفقه النظام
العامّ للناس ، ولا يعرف الدين بسواه ، ومن هنا أمر الصادق رجاله بالتفقّه في
الدين فقال عليهالسلام : « حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضّة
».
وقال عليهالسلام : « لا يشغلك طلب
دنياك عن طلب دينك فان طالب الدنيا ربّما أدرك وربّما فاتته فهلك بما فاته منها ».
وقال حرصا على
التفقّه في الدين : « ليت السياط على رءوس أصحابي