الأكبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا ما أراده
لامّته.
فلا غرابة لو حكم
العقل بأن الواجب عليه سبحانه أن ينصب في كلّ عهد عالما يدلّ الناس على الشريعة
كما جاءت ، ويأتيهم بالأحكام كما نزلت ، وهل يجوز ذلك على أحد سوى عليّ وبنيه؟
وهذه آثارهم العلميّة بين يديك فاستقرئها ، لعلّك تجد على النور هدى ، ولو لم يكن
لدنيا أثر أو دليل إلاّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » ، وقوله : «
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، لكفى في كون
أهل البيت علماء الشريعة والكتاب ، الذين أخذوا العلم من معدنه ، واستقوه من
ينبوعه ، ولو كان علمهم بالاكتساب لما جعلهم الرسول علماء الكتاب عمر الدهر دون
الناس ، وما الذي ميّزهم على الناس اذا كانوا والناس في العلم سواء.
وممّا يسترعي
الانتباه أن الناس كانوا محتاجين الى علمهم أبدا ، وكلّما رجعوا إليهم في أمر
وجدوا علمه عندهم ، وما احتاجوا إلى علم الناس أبدا.
ولا نريد أن نلمسك
هذه الحقيقة بالأخبار دون الآثار ، فإن في الآثار ما به غنى للبصر ، وهذه آثارهم
شاهدة على صدق ما ادّعوه وادعي فيهم ، وأمر حقيق بأن تنتبه إليه ، وهو أن الجواد عليهالسلام انتهت إليه
الامامة وهو ابن سبع ، ونهض بأعبائها ، وقام بما قام به آباؤه من التعليم والإرشاد
، وأخذ منه العلماء خاضعين مستفيدين ، وما وجدت فيه نقصا عن علوم آياته وهذا عليّ
بن جعفر شيخ العلويّين في عهده سنّا وفضلا اذا أقبل الجواد يقوم فيقبّل يده ، وإذا
خرج يسوّي له نعله ، وسئل عن الناطق بعد الرضا عليهالسلام فقال : أبو جعفر ابنه
__________________