مسائل غريبة أنكر عليها وحبس بسببها مباينة لمذهب ( أهل السنة ) ثم ( عدّ له ) قبائح ، قال : ومن أقبحها نهيه عن زيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٩ ـ أبوبكر الحصني الدمشقي ( ت ٨٢٩ هـ )
يقول : « فاعلم أنّي نظرت في كلام هذا الخبيث الّذي في قلبه مرض الزيغ ، المتتبّع ما تشابه من الكتاب والسنّة ابتغاء الفتنة ، وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن أراد اللّه عزّوجلّ إهلاكه ، فوجدت فيه ما لا أقدر على النطق به ، ولا لي أنامل تطاوعني على رسمه وتسطيره ، لما فيه من تكذيب ربّ العالمين ، في تنزيهه لنفسه في كتابه المبين ، وكذا الازدراء بأصفيائه ، المنتخبين وخلفائهم الراشدين ، واتباعهم الموفقين ، فعدلت عن ذلك إلى ذكر ما ذكره الأئمّة المتّقون ، وما اتّفقوا عليه من تبعيده وإخراجه ببغضه من الدين (١).
١٠ ـ شيخ الإسلام ، شهاب الدين ، أحمد بن حجر ، العسقلاني ( ت ٨٥٢ هـ )
ترجمه ابن حجر في كتابه « الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة » وذكر حياته على وجه التفصيل وقال : « وأول ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الأول سنة ٦٩٨ هـ قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب الفتوى الحموية ، وبحثوا معه ، ومنع من الكلام » ثم ذكر معتقلاته وسجونه إلى أن أدركته المنيّة بما لا حاجة إلى ذكره ، ونقتبس مما ذكره الجمل التالية :
|
أ ـ يقول : « حكم المالكي بحبسه فأُقيم من المجلس وحبس في برج ، ثم بلغ المالكي أنّ الناس يترددون عليه ، فقال : يجب التضييق عليه إن لم يقتل ، وإلاّ فقد ثبت كفره ، فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب ، وعاد القاضي الشافعي إلى ولايته ، ونودي بدمشق : من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله ، خصوصاً الحنابلة ، وقرأ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ، ثم جمعوا الحنابلة من |
__________________
١ ـ دفع شبهة من شبّه وتمرّد ، ص ٢١٦ ، طبع بمصر عام ١٣٥٠ هـ.