٥ ـ الشيخ الإمام صدر الدين المرحل ( ت حوالي ٧٥٠ هـ )
عرّفه السبكي بقوله : « كان إماماً كبيراً ، بارعاً في المذهب والأصلين ، يضرب المثل باسمه ، فارساً في البحث ، نظاراً مفرط الذكاء ، عجيب الحافظة ـ إلى أن قال ـ : وله مع ابن تيمية ، المناظرات الحسنة ، وبها حصل عليه التعصّب من أتباع ابن تيمية ، قيل فيه ما هو بعيد عنه ، وكثر القائل فارتاب العاقل ، وكان الوالد يعظّم الشيخ صدر الدين ويحبّه ، ويثني عليه بالعلم وحسن العقيدة ومعرفة الكلام على مذهب الأشعري (١).
٦ ـ الحافظ علي بن عبدالكافي السبكي ( ت ٧٥٦ هـ )
ترجمهُ ولده في طبقات الشافعية ، وهو أحد من ردّ على ابن تيمية ، وألّف فيه كتاباً أسماه « شفاء السقام في زيارة خير الأنام عليه الصلاة والسلام » وربما سمي « شنّ الغارة على من أنكر السفر للزيارة » (٢) وهو يعرّف والده ويقول : « إمام ناضح عن رسول اللّه بنضاله ، وجاهد بجداله ، حمى جناب النبوة الشريف ، بقيامه في نصره ، وتسديد سهامه للذب عنه من كنانة مصره ... إلى أن قال : قام حين خلط على ابن تيمية الأمر ، وسول له قرينه الخوض في ضحضاح ذلك الجمر ، حين سد باب الوسيلة وأنكر شدّ الرجال لمجرّد الزيارة ، وما برح يدلج ويسير حتى نصر صاحب ذلك الحمى الّذي لا ينتهك ، وقد كادت تذود عنه قسراً صدور الركائب. وتجر قهراً أعنة القلوب بتلك الشبهة الّتي كادت شرارتها تعلق بحداد الأوهام ... كيف يزار المسجد ويخفى صاحبه ، أو يخفيه الإبهام؟ ولولاه عليهالسلام لما عرف تفضيل ذلك المسجد ، ولولاه لما قدّس الوالي ، ولا أسس على التقوى مسجد في ذلك النادي
____________
شهبة ، منقولا من خط قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة وكتبه ، هو من خط الشيخ الحافظ أبي سعيد العلائي المنسوخ من خط الذهبي ، وجاء شطر منه في « فرقان القرآن » تأليف الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي في مقدمة كتاب « الأسماء والصفات » للبيهقي ص ١٢٩. وقد طبعت صورة خط ابن قاضي شهبة في تكملة السيف الصقيل ص ١٨٧ ـ ١٨٩.
١ ـ طبقات الشافعية الكبرى ج ٩ ص ٢٥٣.
٢ ـ طبقات الشافعية ج ١٠ ص ٣٠٨.