شكر اللّه له ، قام في لزوم ما انعقد عليه الإجماع » (١).
وكان لهذا الكتاب دوي في ذاك العصر ، حيث جابه السبكي ضوضاء الباطل بكتابه الهادي ، وصار مدار الدراسة والقراءة ، وهذا هو الشيخ صلاح الدين الصفدي قرأ الكتاب على المؤلف ، يقول السبكي ( ولد المؤلف ) : قرأ علي الشيخ الإمام ( المراد تقي الدين السبكي ) رحمهالله جميع كتاب « شفاء السقام في زيارة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام » (٢).
وقال أيضاً في خطبة كتابه « الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية » ما هذا لفظه : « أمّا بعد فإنّه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أُصول العقائد ، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد ، بعد أن كان مستتراً بتبعية الكتاب والسنّة ، مظهراً أنّه داع إلى الحق ، هاد إلى الجنة ، فخرج عن الإتباع إلى الإبتداع ، وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع ، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدسة ، وإنّ الإفتقار إلى الجزء ليس بمحال ، وقال بحلول الحوادث بذات اللّه تعالى ، وإنّ القرآن محدث تكلم اللّه به بعد أن لم يكن ، وإنّه يتكلم ويسكت ، ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات ، وتعدّى في ذلك إلى استلزام قدم العالم ، والتزم بالقول بأنّه لا أوّل للمخلوقات فقال بحوادث لا أوّل لها ، فأثبت الصفة القديمة حادثة ، والمخلوق الحادث قديماً ، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ، ولا نحلة من النحل ، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين الّتي افترقت عليها الأُمّة ، ولا وقفت به مع أُمّة من الأُمم همة. وكل ذلك وان كان كفراً شنيعاً ، لكنّه تقل حملته بالنسبة إلى ما أحدث في الفروع.
ثم إنّ السبكي لما وقف على كتاب « منهاج السنة » في الرد على « منهاج الكرامة » للعلامة الحلي ، أنشأ قصيدة ، ومما جاء فيها ناقداً لابن تيمية قوله :
__________________
١ ـ طبقات الشافعية ج ١٠ ص ١٤٩ ـ ١٥٠ وللكلام صلة.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٥.