كان الإخوان كارهين للعلم والتقدم ، فاعتبروا أي نوع من أنواع التكنولوجيا الحديثة شرّاً وكفراً ، كالهاتف والتلغراف والسيارات والساعات والكهرباء ، وقالوا إنّها سحر من عمل الشيطان ، فقاوموا استخدامها ونشرها وأخّروا تقدّم البلاد (١).
وفي مطلع عام ١٣٤٥ هـ اجتمع رؤساء الإخوان ، ومن أبرزهم فيصل الدويش وابن حثلين وابن بجاد في الغطغط ، وأعدّوا قائمة ذكروا فيها ما يؤاخذون به عبدالعزيز ومن جملته :
١ ـ سفرة ابنه سعود إلى مصر.
٢ ـ سفرة ابنه فيصل إلى لندن للتفاوض مع الإنجليز ، وهو يعني التعاون مع بلد الشرك.
٣ ـ استخدام التلغراف والهاتف والسيارة في أرض إسلامية.
٤ ـ فرض رسوم جمركية على مسلمي نجد ، وكان هذا في الواقع احتجاجاً على تشديد استغلال السكان عن طريق الضرائب.
٥ ـ منع قبائل الأردن والعراق حق الرعي في أراضي المسلمين.
٦ ـ حظر المتاجرة مع الكويت لأنّهم كفّار لم يأخذوا بمبادىء الوهابية.
٧ ـ التسامح مع الخوارج ( الشيعة ) في الأحساء والقطيف ، فيجب عليه أن يهديهم إلى الإسلام أو يقتلهم (٢).
هذه بعض القرارات الّتي اتّخذها مؤتمر الإخوان ، وكان عبدالعزيز آنذاك في الحجاز ، فأسرع بالسفر إلى نجد عن طريق المدينة محاولا علاج غضب الإخوان بالحيل والدجل ، ولما وصل إلى الرياض عقد فيها مؤتمراً بتاريخ ٢٥ رجب سنة ١٣٤٥ هـ وحضر الدعوة جميع زعماء الإخوان ، إلاّ سلطان بن بجاد ، وهو القائد الّذي استولى على الحجاز ، وبرر عدم حضوره بقوله : « إنه
__________________
١ ـ المانع محمد : توحيد المملكة العربية السعودية ، ص ١٥.
٢ ـ ابن هذلول : تاريخ ملوك آل سعود ، ص ١٨٠.