الأراضي أو جزء منها ، ولا أن يؤجرها أو يرهنها أو يتصرف بها بأىّ شكل ، ولا أن يقدمها على سبيل الامتياز إلى أيّة دولة أجنبية ، أو إلى أحد من رعايا دولة أجنبية بدون موافقة الحكومة البريطانية.
وجاء في المادة السادسة أنّ ابن سعود يتعهّد كما تعهّد والده من قبل بأن يمتنع عن كل تجاوز وتدخل في أرض الكويت والبحرين وأراضي مشايخ ( قطر ) وعمّان وسواحلها ، وكل المشايخ الموجودين تحت حماية الإنكليز ، والذين لهم معاهدات معها ، ولم يرد في المعاهدة شيء عن الحدود الغربية لنجد ، وهكذا فرضت هذه المعاهدة ، الحماية البريطانية على نجد وتوابعها ، وصارت هذه المعاهدة جزءاً من شبكة النفوذ البريطاني الّتي أرادت لندن فرضه على القسم الأكبر من الشرق الأوسط ، وعلى أيّة حال على الجزيرة العربية كلّها بعد الحرب العالمية الأولى.
ثم استلمت نجد من عام ١٣٤٤ هـ ، مقابل توقيع المعاهدة مؤونة شهرية بمبلغ ٥ آلاف جنيه استرليني مع إرساليات معينة من الرشاشات والبنادق (١).
وكما كان ابن الرشيد حليفاً مخلصاً للأتراك ، فقد كان عبدالعزيز حليفاً دائماً وصديقاً وفيّاً للإنكليز ، فكان يذكرها ويشكرها في خطبه وغيرها ، وهذا مثال من أقواله « بحق الانكليز » جاء في خطبة ألقاها بمكة المكرمة عام ١٣٦٢ هـ.
« ولا يفوتني في هذا الموقف أن أتمثّل بأنّ من لم يشكر الناس لم يشكر اللّه ، فأثني على الجهود الّتي قدّمتها الحكومة البريطانية بتقديم بواخر الحجاج وتسهيل سفرهم ، كما أثني على مساعدتها ومساعدة الحلفاء القيمة ، ومتابعتهم تموين البلاد بما يحتاجه الأهالي من أسباب المعيشة وغيرها ، وكذلك لابدّ من الإشارة إلى أنّ سيرة البريطانيين معنا طيبة من أول الزمن إلى آخره ».
يقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنية بعد نقل هذا الكلام :
__________________
١ ـ فاسيليف : تاريخ العربية السعودية ، ص ٢٥١ ـ ٢٥٢.