اتصلت الدولة العثمانية بعبد العزيز بن سعود بواسطة الشيخ مبارك ودعته لإرسال والده عبدالرّحْمن لمفاوضة والي البصرة ، ولبّى عبدالرّحمن الدعوة ووصل إلى الكويت ومنها إلى الزبير برفقة الشيخ مبارك ، حيث عقدت الجلسة الأُولى من المباحثات عام ١٣٢٢ هـ وتوصل الفريقان إلى اتفاق تضمن إقرار العثمانيين بسيطرة عبدالعزيز على مناطقه بوصف أنّه موظف عثماني برتبة قائم مقام ، وتعهّد العثمانيون بمنع آل الرشيد عن التدخل في شؤون إمارة آل سعود (١).
عبدالعزيز يتحالف مع الإنكليز
انتهز عبدالعزيز الفرصة فاجتمع لأول مرة في سنة ١٣٢٨ هـ برسمي بريطاني هو المعتمد في الكويت ، أعني « ويليم شكسبير » ونشأت بينهما مودة وتقدير متبادل ، واجتمعا ثانية سنة ١٣٣٠ هـ ، وكذلك في ربيع الأول ١٣٣١ هـ وشرح عبدالعزيز لمندوب بريطانيا بأنّ الوقت مناسب لتخليص نجد والأحساء نهائياً من السيطرة العثمانية.
تمكّن شكسبير من إجراء مباحثات سياسية مع عبدالعزيز ، فوضع مسودة معاهدة التزم الإنكليز بموجبها بضمان مواقع أمير الرياض في نجد والأحساء ، وحمايته من الهجمات العثمانية المحتملة من جهة البحر والبر إذا التزم بمساعدة الحلفاء ، وتخلى الإنكليز عن سياستهم القديمة ، والتزموا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لشبه الجزيرة العربية ، والتزم عبدالعزيز بعدم إقامة علاقات مع البلدان الأُخرى بدون مشاورة تمهيدية مع السلطات البريطانية ، وتبين الدراسة التي أجراها « تلولير » لوثائق الأرشيفات الإنكليزية ، أن عبدالعزيز كان يدرك بدقة مضامين السياسة البريطانية في الجزيرة العربية (٢).
وجاء في المعاهدة أنّ ابن سعود يتعهّد أن يمتنع عن كل مخابرة أو اتفاق أو معاهدة مع أية حكومة أو دولة أجنبية ، وأنّ أمير نجد لا يمكن أن يتنازل عن
__________________
١ ـ فاسيليف : تاريخ العربية السعودية ، ص ٢١٥.
٢ ـ الأمين ، السيد محسن : كشف الارتياب ، ص ٤٨.