علمائه فناظرهم علماء مكة وأثبتوا كفرهم ، فلم يأذن لهم بالحج (١).
وقال أيضاً : لما منع الناس من زيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج ناس من الأحساء وزاروا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبلغه خبرهم ، فلما رجعوا مرّوا عليه بالدرعية ، فأمر بحلق لحاهم ، ثم أركبهم مقلوبين من الدرعية إلى الأحساء.
وبلغه مرة أن جماعة قصدوا الزيارة والحج ، وعبروا على الدرعية ، فسمعه بعضهم يقول لتابعيه : خلّوا المشركين يسيرون طريق المدينة ، والمسلمون ( أتباعه ) يخلفون معنا (٢).
تكفير المسلمين شعارهم الوحيد
من رجع إلى كتب محمد بن عبد الوهاب وما ألّف في الفترة المتاخمة إلى عصره يقف على أنهم اتفقوا على تكفير المسلمين قاطبة ، سنّيهم وشيعيّهم ولم تكن المحاربة وقتل الأنفس وسفك الدماء في عصره وما بعده إلاّ على أساس أن غيرهم مشركون ، لا حرمة لدمائهم وممتلكاتهم ، يجب تتويبهم قسراً ، وإلاّ فإنه ستهدر دماؤهم ، ويشهد على ذلك ما كتبه الآلوسي صاحب تاريخ نجد الّذي له مع السعوديين أُلفة وطيدة حيث يقول بعد التطرق لذكر سعود بن عبد العزيز (٣) : إنه قاد الجيوش وأذعنت له صناديد العرب ورؤساؤهم ، بيد أنه منع الناس عن الحج ، وخرج على السلطان وغالى في تكفير من خالفهم ، وشدّد في بعض الأحكام ، وحمل أكثر الأُمور على ظواهرها ، كما غالى الناس في قدحه ، والإنصاف ، الطريق الوسطى ، لا التشديد الّذي ذهب إليه علماء نجد من تسمية غاراتهم على المسلمين بالجهاد في سبيل اللّه ، ومنعهم الحج ، ولا التساهل الّذي عليه عامة أهل العراق والشامات وغيرهما (٤).
__________________
١ ـ السيد محسن الأمين : كشف الارتياب ، ص ١٥ ـ نقلا عن خلاصة الكلام.
٢ ـ الشيخ أحمد بن زيني دحلان : الدرر السنية ، ص ٤١.
٣ ـ سعود بن عبدالعزيز بن محمد وهو حفيد أول من بايع محمد بن عبدالوهاب ، وسيتم التعرض لتاريخ حياته.
٤ ـ السيد محسن الأمين : كشف الارتياب ، ص ٩ نقلا عن تاريخ نجد.