ينته ، وألّف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الردّ عليه وأرسلوها إليه ، فلم ينته (١).
ويقول جميل صدقي الزهاوي : كان محمد بن عبدالوهاب يسمي جماعته من أهل بلده ، الأنصار; وكان يسمي متابعيه من الخارج ، المهاجرين; وكان يأمر من حج حجة الإسلام قبل اتّباعه أن يحج ثانياً قائلا إنّ حجتك الأُولى غير مقبولة لأنك حججتها وأنت مشرك ، ويقول لمن أراد أن يدخل في دينه : اشهد على نفسك أنك كنت كافراً ، واشهد على والديك أنهما ماتا كافرين ، واشهد على فلان وفلان ( يسمي جماعة من أكابر العلماء الماضين ) أنهم كانوا كفاراً.
فإن شهد بذلك قبله ، وكان يصرّح بتكفير الاُمة منذ ستمائة سنة ، ويكفّر كل من لا يتبعه وإن كان من أتقى المسلمين ، ويسميهم مشركين ، ويستحل دماءهم وأموالهم ، ويثبت الإيمان لمن اتّبعه.
وكان يكره الصلاة على النبي بعد الأذان ، وينهى عن ذكرها ليلة الجمعة وعن الجهر بها على المنابر ، ويعاقب من يفعل ذلك عقاباً شديداً ، حتّى أنه قتل رجلا أعمى مؤذناً لم ينته عن الصلاة على النبي بعد الأذان ، ويلبس على أتباعه أن ذلك كله محافظة على التوحيد.
كان قد أحرق كثيراً من كتب الصلاة على النبي ، كدلائل الخيرات وغيرها ، وكذلك أحرق كثيراً من كتب الفقه والتفسير والحديث مما هو مخالف لأباطيله (٢).
قال أحمد زيني دحلان : إنّ الوهابيين أرسلوا في دولة الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة ١١٦٥ هـ ثلاثين نفراً من علمائهم فأمر الشريف أن يناظرهم علماء الحرمين ، فناظروهم فوجدوا عقائدهم فاسدة ، وكتب قاضي الشرع حجة بكفرهم فأمر بسجنهم ، فسجن بعضهم وفرّ الباقون.
ثم في دولة الشريف أحمد المتوفى سنة ١١٩٥ هـ أرسل أمير الدرعية بعض
____________
١ ـ السيد أحمد بن زيني دحلان : الدرر السنية في الرد على الوهابية ، ص ٣٩ ـ ٤٠.
٢ ـ صدقي الزهاوي : الفجر الصادق ، ص ١٧ ـ ١٨.