٤ ـ ويقول أيضاً :
« إنّ المشركين يقرّون بالربوبية وإن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء ».
يؤاخذ عليه أن كفرهم إنما لعبادتهم الملائكة والأنبياء لا لتعلقهم بها إذ ليس مجرد التعلق مع الاعتراف بعبوديتهم وعدم تفويض الأمر إليهم موجباً للتكفير.
٥ ـ ويقول أيضاً : « إنّ الذين قاتلهم رسول اللّه مقرّون بأن أوثانهم لا تدبّر شيئاً وإنما أرادوا منها الجاه والشفاعة » (١).
فترى أنه كيف يقلب الحقيقة ، فلم يكن تكفيره لهم لأجل طلب الشفاعة ، بل لعبادتهم أولا ، ثم طلب الشفاعة منهم ثانياً ، قال سبحانه :
( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّه مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُم وَيَقُولُون هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللّه ) (٢).
٦ ـ ويقول : « إنّ اللّه كفّر من قصد الأصنام ، وكفّر من قصد الصالحين ، وقاتلهم رسول اللّه ».
كلاّ ، إنّ رسول اللّه كفّر من عبد الصالحين ، لا من قصدهم ، فمن قصد الصالحين لطلب العلم والمال والدعاء لا يكون كافراً.
٧ ـ ويقول أيضاً ـ وهو يعلّم أتباعه كيف يناظرون المخالف ـ : اقرأ عليه : ( ادعوا ربّكم تضرعاً وخفيةً إنه لا يحبّ المعتدين ) فإذا أعلمته بهذا فقل له : هل علمت هذا عبادة للّه؟ فلا بد أن يقول نعم ، والدعاء مخ العبادة ، فقل له : إذا أقررت أنها عبادة ، ثم دعوت تلك الحاجة نبياً أو غيره ، هل أشركت في عبادة اللّه غيره؟ فلابد أن يقول نعم » (٣).
__________________
١ ـ نفس المصدر السابق ، ص ٦.
٢ ـ سورة يونس : الآية ١٨.
٣ ـ نفس المصدر السابق.