وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل ، بل يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لم تكن فيه خصلة واحدة من فعال أهل الاجتهاد ولا واللّه ، ولا واللّه عشر واحدة ، ومع هذا فراج كلامه على كثير من الجهّال ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، الأُمة كلها تصيح بلسان واحد ، ومع هذا لا يرد لهم في كلمة بل كلهم كفار وجهال! أللّهمّ اهد هذا الضال وردّه إلى الحق ... » (١)
ويقول ايضاً : إنّ هذه الأُمور ( الّتي يكفر بها محمد بن عبد الوهاب ) حدثت من قبل زمان الإمام أحمد في زمن أئمة الإسلام ، حتّى ملأت بلاد الاِسلام كلها ، ولم يُرْوَ عن أحد من أئمة المسلمين أنهم كفّروا بذلك ، ولا قالوا هؤلاء مرتدون ، ولا أمروا بجهادهم ، ولا سموا بلاد المسلمين بلاد شرك وحرب كما قلتم أنتم ، بل كفّرتم من لم يكفر بهذه الأفاعيل وإن لم يفعلها ، وتمضي قرون على الأئمة من ثمانمائة عام ، ومع هذا لم يُرْوَ عن عالم من علماء المسلمين أنه كفر ، بل ما يظن هذا عاقل ، بل واللّه لازم قولكم أن جميع الأُمة بعد زمان الإمام أحمد ـ رحمة اللّه تعالى ـ ، علماؤها وأُمراؤها وعامتها كلهم كفار مرتدّون ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، واغوثاه إلى اللّه! ثم واغوثاه أن تقولوا كما يقول بعض عامتكم إنّ الحجة ما قامت إلاّ بكم ، وإلاّ قبلكم لم يعرف دين الإسلام (٢).
وهذه العبارة من أخيه صريحة في أنه كان يكفّر جميع طوائف المسلمين ، ويعتبر بلادهم بلاد حرب.
تكفير محمد بن عبد الوهاب جميع المسلمين
ولعلّ القارىء ينتابه الاستغراب مما نسبه إليه أخوه ، ولكنه إذا رجع إلى مبادىء دعوته يسهل له التصديق بالنسبة ، وإليك خلاصة رسالته تحت أربع قواعد :
__________________
١ ـ سليمان بن عبدالوهاب النجدي : الصواعق الإلهية ، ص ٣ ـ ٤.
٢ ـ نفس المصدر السابق ، ص ٣٨.