٣ ـ ومنها ما ذكره أيضاً من أنه يحتمل أن يراد أن يجعل كالعيد في العكوف عليه ، وإظهار الزينة والاجتماع وغير ذلك مما يعمل في الأعياد ، بل لا يؤتى إلاّ للزيارة والسلام والدعاء ثم ينصرف عنه.
وقال العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي : « يحتمل قوياً أن يكون المراد أنّ اجتماعهم عند قبره صلىاللهعليهوآلهوسلم ينبغي أن يكون مصحوباً بالخشوع والتأمل والاعتبار ، حسبما يناسب حرمته واحترامه صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ حرمته ميتاً كحرمته حياً ، فلا يكون ذلك مصحوباً باللهو واللعب والغفلة والمزاح وغير ذلك مما اعتادوه في أعيادهم ، ثم عقبه بقوله : ولعل هذا مراد السبكي » (١).
وخامساً : إنّ الحديث بكلتا صورتيه ( وثناً ـ عيداً ) ضعيف.
أمّا الصورة الأُولى فقد وقع في السند « سهيل بن أبي صالح » وهو ليس بالقوي في الحديث ، والحديث ليس بحجة; قال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقد كان اعتلّ بعلّة فنسي بعض حديثه ، وقال ابن المديني : مات أخ لسهيل ووجد عليه فنسي كثيراً من الحديث ، وقال ابن أبي خيثمة : ابن معين يقول : لم يزل أصحاب الحديث يثقون بحديثه ، وقال مرة : ضعيف (٢).
وأمّا الصورة الثانية فقد وردت في مسند الإمام أحمد وأبي داود « عبداللّه بن نافع » قال البخاري : يعرف حفظه وينكر ، وقال أحمد بن حنبل : لم يكن صاحب حديث ، وكان ضعيفاً فيه ، ولم يكن في الحديث بذاك ، وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ ، هو لين يعرف حفظه وينكر ، ووثّقه يحيى بن معين ، وقال أبو زرعة : لا بأس به ، وقال ابن عدي : روى عن مالك غرائب ، وهو في رواياته مستقيم الحديث (٣).
هذا هو حال الحديث الّذي يحتج به ابن تيمية ومن يلعق قصعته من
__________________
١ ـ المواسم والمراسم : ص ٧١.
٢ ـ ميزان الاعتدال : ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، ونقل أقوال الآخرين في توثيقه ، فالرجل مختلف فيه جداً.
٣ ـ شفاء السقام : ص ٦٦.