اللّه يقومون بأعمال ينوّه بها الذكر الحكيم ويقول : ( فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِم أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَة مِنَ اللّهِ وَفَضْل وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤمِنينَ ) (١).
أو ليس الفرح بما أوتوا من فضله سبحانه ، والاستبشار بالذين لم يلحقوا بهم ، والاستشعار بعدم الخوف والحزن ، والاستبشار بنعم اللّه سبحانه ، أفعالا للراحلين إلى دار الآخرة؟ مضافاً إلى ما ورد من أنهم يرزقون عند ربهم (٢).
٢ ـ يقول : إنّ الحياة البرزخية حياة لا يعلمها إلاّ اللّه ، فهي حياة مستقلة نؤمن بها ولا نعلم ماهيتها ، وإنّ بين الأحياء والأموات حاجزاً يمنع الاتصال فيما بينهم قطعياً ، وعلى هذا فيستحيل الاتصال بينهم ، لا ذاتاً ولا صفاتاً واللّه سبحانه يقول : ( وَمِنْ وَرائِهمْ بَرْزَخٌ إلى يَومِ يُبْعَثُونَ ) (٣).
عجيب واللّه أمر هذا الرجل ، إنه يأتي بالشُّبه والأوهام بصورة البرهان ، ويجتهد في مقابل النص ، وقد تعرفت على الآيات الّتي تحدثت عن محاورة الأنبياء أرواح أممهم الهالكة ، وقد تعرفت على أنه سبحانه أمر النبي بالسؤال عن الأنبياء. فما هذا الاجتهاد في مقابل النص؟
لقد تناسى الرجل حديث تكلم النبي مع أصحاب القليب المقتولين من كفرة قريش ، وقد ذكره أصحاب الحديث والتاريخ ، وإليك نص صحيح البخاري في ذلك : وقف النبي على قليب بدر وخاطب الذين قُتلوا وأُلقيت أجسادهم في القليب :
لقد كنتم جيران سوء لرسول اللّه ، أخرجتموه من منزله وطردتموه ، ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه ، وقد وجدتُ ما وعدني ربي حقاً.
__________________
١ ـ سورة آل عمران : الآية ١٧٠ ـ ١٧١.
٢ ـ سورة آل عمران : ١٦٩.
٣ ـ التوصل إلى حقيقة التوسل : ص ٢٦٧ ، سورة المؤمنون : الآية ١٠٠.