رأسه وقال : يا رسول اللّه. قلت قسمعنا قولك ، ووعيت من اللّه سبحانه منا وعينا عنك ، وكان فيما أنزل عليك : ( ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءُوكَ فاستغفروا اللّه ... ) وقد ظلمت وجئتك تستغفر لي (١).
شبهات للكاتب الوهابي
إنّ للكاتب الوهابي ، الرفاعي صخباً وهياجاً حول الحديث ، فقد أشكل عليه بوجوه ستة لا يهمنا ذكرها والإجابة عن جميعها ، لأنه غفل عن كيفية الاستدلال بهذه النقول ، وسنشير إليها. نعم ، يهمنا أن نذكر بعض اعتراضاته :
١ ـ يقول : إنّ التوسل بدعاء النبي بعد موته رهن أن يسمع الرسول أو يتكلم ، أو يصدر عنه أي عمل بعد موته ، مع أنه قد انقطع عمله نهائياً كما قال هوعليهالسلام : « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ عن ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له » ولا شك أنّ رسول اللّه يشمله هذا الحديث.
عزب عن المسكين مفاد الحديث ، فإنه بصدد بيان انقطاع ابن آدم عن العمل الّذي يترتب عليه الثواب ، بقرينة استثناء الأُمور الثلاثة ، وقال أميرالمؤمنين في هذا المجال : « وإنّ اليوم عمل ولا حسابن ، وغداً حساب ولا عمل » (٢).
وقال أيضاً : « الا وإنّ اليوم المضمار ، وغداً السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار ، أفلا تائب عن خطيئة قبل منيته ، ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه؟ » (٣).
فكيف يمكن القول بانقطاع عمل الميت نهائياً مع أنّ الشهداء في سبيل
__________________
١ ـ وفاء الوفاء : ج ٤ ص ١٣٦١.
٢ ـ نهج البلاغة; الخطبة ٤٢.
٣ ـ نهج البلاغة; الخطبة ٢٨.