لأنّه سبحانه أمر بشكر نفسه وشكر الوالدين.
إنّ الحلف لا يستلزم أزيد من كون المحلوف به أمراً عظيماً عزيزاً لائقاً بالحلف به ، وأمّا كونه في درجة الخالق فزعم عجيب واستدلال غريب.
وأمّا كونه شركاً فقد عرفت أنّ المقصود هو الشرك في العبادة ، والعنصر المقوم لتحققها هو الاعتقاد بكونها إلهاً أو ربّاً أو مفوضاً إليه فعله سبحانه ، والمفروض عدمه.
ترى أنّ الكاتب يجعل معتقده دليلا على بطلان الحديث وضعفه ، أهكذا أدب النقد؟.
٢ ـ إنّ الحوار الوارد في الحديث كان بعد اقتراب الخطيئة ، ولكنّه قبل أن يخطىء ، علّمه اللّه الأسماء كلها ، ومن جملة الأسماء كلها اسم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلم أنه نبي ورسول ، وأنه خير الخلق أجمعين ، فكان أحرى أن يقول آدم : ربي إنك أعلمتني به أنه كذلك ، لمّا علمتني الأسماء كلها.
يلاحظ عليه : أنَّ المسكين زعم أن المراد من الأسماء أسماء الموجودات ، وغفل عن أن المراد هو العلم بحقائق الكون وقوانينه وسننه ورموزه بقرينة قوله سبحانه : « ثم عرضهم على الملائكة » فلو كان المراد الأسماء لكان الأنسب أن يقول : ثم عرضها ، على أنّه لا فضيلة رابية في تعلّم أسماء الموجودات وألفاظها.
سلمنا أن المراد ما ذكره ، لكن الظاهر من الحديث أنه وقف على ذلك بعد الخلقة ونفخ الروح فيه ، قبل أن يحظى بتعلّم الأسماء كلها ، حيث قال : لمّا خلقتني بيدك ونفخت فىَّ من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش ...
والمتبادر من العبارة أن هذا العلم كان علماً خاصاً جزئياً وقف عليه بعد فتح عينيه على الحياة في الجنة ، قبل تعلمه جميع الأسماء ، وأمّا هو فقد كان مرحلة أُخرى أوسع من هذا العلم ، بل لا يقاس عليه.
وبالجملة : إنّ الحديث لا غبار عليه من حيث الدلالة. نعم يقع الكلام