ورواه البيهقي بالسند التالي :
« أخبرنا أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد رحمهالله أنبأنا الإمام أبوبكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفال ، قال : أنبأنا أبو عروبة ، حدثنا العباس بن الفرج ، حدثنا إسماعيل بن شبيب ، حدثنا أبي عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر المديني ... ( إلى آخر السند ) (١).
وأنت ترى أنه ليس في طريق الرواية « روح بن صلاح » بل الموجود هو روح بن القاسم ، والكاتب صرّح بأن الرواية رواها الطبراني والبيهقي ، وهذا يعرب عن أنّ الكاتب لم يرجع إلى المصادر وإنّما اعتمد على تقوّل الآخرين.
نحن نفترض أنه ورد في سند الرواية روح بن صلاح ، ولكن ما ذكره من أنّ الجمهور ضعّفوه أمر لا تصدقه المعاجم الموجودة فيما بأيدينا ، وإنما ضعّفه ابن عدي ، وفي الوقت نفسه وثّقه ابن حبان والحاكم. وسيوافيك الكلام في حقه في حديث فاطمة بنت أسد ، فانتظر. أهكذا أدب نقد الرواية يا شيخ؟ هداك اللّه إلى النهج القويم.
وفي الختام نقول : إنّ السبكي نقل الرواية عن المعجم الكبير للطبراني بنفس السند الّذي نقلناه ، وهذا يكشف عن صحة المطبوع (٢).
٤ ـ توسل الخليفة بعم النبي
قبل أن نذكر نص توسل الخليفة عمر بعم النبي : ننبّه على أمر وهو :
إنّ سيرة المسلمين في حياة النبي وبعد وفاته تعرب عن أنهم كانوا يتوسلون بأولياء اللّه ، من دون أن يتردد في خلد واحد منهم بأنه أمر حرام أو شرك أبو بدعة ، بل كانوا يرون التوسل بدعاء النبي والصالحين رمزاً إلى التوسل بالنبي ومنزلته وشخصيته ، فإنه لو كان لدعائه أثر ، فإنما هو لأجل قداسة نفسه
__________________
١ ـ دلائل النبوة ج ٦ ص ١٦٨.
٢ ـ لاحظ : شفاء السقام ص ١٣٩ ـ ١٤٠.