وأمّا الثالث فهو إطاحة بالوحي وازدراء به ، ولو صحّ فلقائل أن يقول : لو صحّ قوله سبحانه : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أسْتَجِب لَكُمْ ) (١) يجب أن لا يبقى على وجه البسيطة ذو حاجة.
ولو صحّ قوله : ( أمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء ... ) (٢) يجب أن لا يبقى على وجه البسيطة مضطرّ أو فقير ، مع أنّ البسيطة مليئة بالمضطر والمحتاج.
نعم ، إنّ الدعاء سبب لنزول الرحمة ودفع الكربة ، ولكن ليس تمام السبب لإنجاح المقصود ، بل له شروط ومعدات ، وله موانع وعوائق ، ولأجل ذلك نرى أنّ كثيراً من الأدعية لا تستجاب مع أنّه سبحانه يحث عباده على الدعاء ، وأنّه يستجيب إذا دعاه ويقول : ( وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ).
هذا كله حول مناقشاته في متن الرواية ومضمونه .. هلمّ معي نستمع مناقشته في السند :
يقول : إنّ في سند هذا الحديث رجلا اسمه ( روح بن صلاح ) وقد ضعّفه الجمهور ، وابن عدىّ ، وقال ابن يونس : يروي أحاديث منكرة.
يلاحظ عليه : أنّ الطبراني نقل الرواية بهذا السند :
« حدثنا طاهر بن عيسى بن قريش المصري المقري ، ثنا أصبغ بن الفرح ، ثنا ابن وهب عن أبي سعيد المكي ، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر الخطمي المدني ، عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمّه عثمان بن حنيف » (٣).
كما نقله بهذا السند في المعجم باختلاف يسير لا يضرّ بوحدة السند.
__________________
١ ـ سورة غافر : الآية ٦٠.
٢ ـ سورة النمل : الآية ٦٢.
٣ ـ المعجم الكبير للطبراني ج ٩ ص ١٧ وفي المعجم الصغير أصبغ بن الفرج مكان ( الفرح ).